يعتبر الانصمام طريقة آمنة وفعالة لمعالجة أورام بطانة الرحم الحميدة. فمن خلال فتحة صغيرة في الجلد، لا تتجاوز بضعة مليمترات، يدخل طبيب الأشعة التداخلية بسهولة كبيرة أنبوبة القسطرة، من خلال شريان فخذ المريضة، الى أن يصل إلى شرايين الرحم. بعدها، يطلق الطبيب مواد جزيئية دقيقة تؤدي إلى وقف الدم عن ألياف الرحم (الانصمام) مما يتسبب بتقليص حجم ألياف الرحم من غير استئصال الرحم. ولا تحتاج هذه العملية الجراحية للتخدير العام بل فقط لبعض المسكنات تماماً كعملية قسطرة القلب الشائعة. كما تحتاج المريضة الى التنويم بالمستشفى يوماً واحداً فقط عدا عن تعاطي المسكنات لمدة أسبوع حيث تستطيع العودة لحياتها الطبيعية ومن غير آثار الشق الجراحي.
اليوم، يفيدنا الباحثون في كلية (American College of Obstetricians and Gynecologists) أنهم أدرجوا تقنية الانصمام ضمن لائحة العلاجات المعيارية الدولية من الفئة "أ" الممتازة. يذكر أن فيبروما الرحم عبارة عن ورم بطانة الرحم الحميد. مع ذلك، فانه يسبب خسارة قوية وممتدة للدم عدا عن وجع قوي في الرحم(حتى أثناء ممارسة الجنس) وتبويل مستمر وعمليات إجهاض طوعية. في أي حال، يصيب فيبروما الرحم، حول العالم، 20 الى 40 في المئة من النساء اللواتي تجاوزن عتبة ال35 عاماً.
بواسطة تقنية الانصمام يتدخل طبيب الأشعة بهدف منع الدورة الدموية من الدخول الى تلك الأوعية الدموية التي تغذي فيبروما الرحم. هكذا، ينقطع الأكسجين تدريجياً عن ورم بطانة الرحم، قبل أن يموت.