عدد المساهمات : 149 نقاط : 445 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/05/2009
موضوع: أيها الأبناء أحسنوا إلى والديكم.. الجمعة مايو 22, 2009 9:03 pm
بسم الله الرحمان الرحيم
أقدم هدا الموضوع إلى كل شخص مازال يحتفظ بنعمة الوالدين بين يديه
الإحسان إلى الوالدين
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً” (الآيات: 23 25 ).
بعد أن ذكر الخالق سبحانه الأساس في قبول الأعمال، وهو إخلاص العبادة له عز وجل وحده، أتبع ذلك بتأكيد هذا الأساس بما هو من شرائط الإيمان الحق وشعائره فقال تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ”. والقضاء هنا بمعنى الإرادة كقوله تعالى: “إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ”. والمعنى: لقد نهى ربك عن الإشراك به نهياً قاطعاً، وأمر أمراً محكماً لا يحتمل النسخ بألا تعبدوا أحداً سواه، إذ هو الخالق لكل شيء، والقادر على كل شيء، وغيره مخلوق وعاجز عن فعل شيء إلا بإذنه سبحانه .
ثم أتبع سبحانه الأمر بوحدانيته، بالأمر بالإحسان إلى الوالدين فقال: “وبالوالدين إحسانا”.. أي: وقضى ربك أيضا بأن تحسنوا أيها المسلمون إلى الوالدين إحساناً كاملاً لا يشوبه سوء أو مكروه . وقد جاء الأمر بالإحسان إلى الوالدين عقب الأمر بوجوب إخلاص العبادة لله في آيات كثيرة منها قوله تعالى: “قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً ”.
ولعل السر في ذلك كما قال المفسرون هو الإشعار للمخاطبين بأهمية هذا الأمر المقتضي وجوب الإحسان إلى الوالدين، حيث إنهما السبب المباشر لوجود الإنسان في هذه الحياة، وهما اللذان لقيا ما لقيا من متاعب من أجل راحة أولادهما .
مظاهر الإحسان
ثم فصل سبحانه وتعالى مظاهر هذا الإحسان فقال: “إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ”. والمعنى: كن أيها المسلم محسنا إحسانا تاما إلى أبويك فإذا ما بلغ “عندك” أي في رعايتك وكفالتك (أحدهما أو كلاهما) سن الكبر والضعف (فلا تقل لهما أف) أي: قولا يدل على التضجر منهما والاستثقال لأي تصرف من تصرفاتهما .
وقوله: “ولا تنهرهما” أي ولا تزجرهما عما يتعاطيانه من الأفعال التي لا تعجبك، فالمراد من النهي الأول: المنع من إظهار التضجر منهما مطلقا، والمراد من النهي الثاني: المنع من إظهار المخالفة لهما على سبيل الرد والتكذيب والتغليظ في القول. والتعبير بقوله “عندك” يشير إلى أن الوالدين قد صارا في كنف الابن وتحت رعايته، بعد أن بلغ أشده واستوى، وبعد أن أصبح مسؤولا عنهما، بعد أن كانا هما مسؤولين عنه .
والتقيد بحالة الكبر في قوله تعالى: “إما يبلغن عندك الكبر” جرى مجرى الغالب، إذ إنهما يحتاجان إلى الرعاية في حالة الكبر، أكثر من احتياجهما إلى ذلك في حالة قوتهما وشبابهما، وإلا فالإحسان إليهما والعناية بشأنهما واجب على الأبناء سواء كان الآباء في سن الكبر أم في سن الشباب .
وقوله سبحانه “وقل لهما قولا كريما” أمر بالكلام الطيب معهما، بعد النهي عن الكلام الذي يدل على الضجر والقلق من فعلهما .
أي: وقل لهما بدل التأفف والزجر، قولاً كريماً حسناً، يقتضيه حسن الأدب معهما . وقوله: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ” زيادة في تبجيلهما والتلطف معهما في القول والفعل والمعاملة . أي: وبجانب القول الكريم الذي يجب أن تقوله لهما عليك أن تكون متواضعا معهما، متلطفا في معاشرتهما، لا ترفع فيهما عينا، ولا ترفض لهما قولا، مع الرحمة التامة بهما، والشفقة التي لا نهاية لها عليهما . وقوله “وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً” تذكير للإنسان بحال ضعفه وطفولته وحاجته إلى الرعاية والحنان . أي: وقل في الدعاء لهما: يا رب ارحمهما برحمتك الواسعة، واشملهما بمغفرتك الغامرة، جزاء ما بذلا من رعاية لي في صغري، فأنت القادر على مثوبتهما ومكافأتهما .